الحلقة 3 من ذكريات معلم خريج
سبتمبر 26, 2022
Uncategorized
258 زيارة
نصل معكم اليوم للحلقة الثالثة من ذكريات معلم خريج الذي يكتبها مفتش مقاطعة كرمسين محمد باب ولد يحي
الحلقة الثالثة :
الخامس والعشرون من سبتمبر عام 1987كان يوم نقل المعلمين في ولاية كوركول إلى أماكن عملهم الجديدة وكان يوما مشهودا، حيث يتوافد مسؤولو القرى القريبة والمعلمين إلى الإدارة ويعج الشارع بالسيارات والعربات وتتحول الإدا ة إلى خلية نحل حيث توزع العاملون بها إلى فرق للعمل وذلك لتوزيع الأدوات على المعلمين وتسليمها للمحولين طباشير مساطر خرائط لوحات مقاييس دفاتر كتب ؛ ليصل الكل قبل الافتتاح .
مسؤولو القرى اعتادوا على إرسال عربات لحمل المدرسين المحولين وأمتعتهم إلى مدارس قراهم وهي عادة محمودة تنم يومئذ عن اهتمام كبير وتقدير للمعلمين.
كان مشهد نقل المعلمين وامتعتهم يبقى محفورا في ذاكرة كل خريج لأنه يودع فيه زملاءه ويسمع فيه الكثير عن تجارب المعلمين السابقين وانطباعات الأهالي عنهم وعن وضعيات مدارسهم وأحيانا تباكيهم على من حولوا عنهم.
كان صاحبنا محظوظا: لأنه حول إلى مقامة، وهي عاصمة مقاطعة بينما غالبية المحولين كانت إلى قرى، ولأنه حظي بمقعد في مقدمة السيارة وهي من نوع UNIMOG تابعة للتنمية الريفية، وهي مناسبة لمختلف الطرق الوعرة .
كانت رحلة صاحبنا ممتعة حيث انطلقت من كيهيدي باتجاه مقامة ،مرورا بالقرى الواقعة على الطريق كثير التعرج والحفر ،والأخاديد، والمياه، بدء من : جول إلى القاهرة فتوكوماجي إلى سيو وتوفندى سيفى ،وداو ،ودولل، وهورلداندى جيري ،ومقامه.
كانت المناظر خلابة : مساحات خضراء ،مزارع، حيوانات، وطيور، قرى :مآذن مساجدها شامخة.
كنا في كل توقف يتجمهر علينا الأهالي محتفين بنا، وسرعان ما يقومون بحمل أمتعة المعلمين إلى منزل رئيس القرية.
كان الذهاب من كيهيدي في حدود الواحدة زوالا، ووصول صاحبنا إلى المدرسة ٢ بمقامة في حدود الحادية عشرة، والوصول الثالثة .
تراءت مقامة من بعيد بأشجارها وارفة الظلال، ومروجها الخضراء، وبناياتها الطينية التقليدية .
مقامة تقع على تلة رملية تطل برمالها الحمراء على سهل شمامة الفيضي.
اهم مبانيها يومئذ مخازن مفوضية الامن الغذائي ،ومقر المقاطعة ،والإعدادية، والمسجد العتيق ،والمدرستان ١و ٢ .
نزل صاحبنا مع خريجين معه في المدرسة ،واستقبلهم المدير المختارمحمد جاكيتى مفتش متقاعد حاليا استقبالا لائقا في مباني إدارة المدرسة التي اتخذوها سكنا .
( يتواصل )