الحلقة الثانية : من وحي الذكريات…. شهادتي السياسية من بوگي إلى كرمسين
3 ساعات مضت
الأخبار
42 زيارة
نشر لكم كل يوم أحد حلقة جديدة من وحي الذكريات…. (شهادتي السياسية:من بوگي إلى كرمسين)
الذي يكتبها الأستاذ الشيخ أحمد سالم ولد أحمدو الملقب آشاه .
و إليكم الحلقة الثانية من هذه الشهادة :
تم تحويلي إلى ثانوية روصو بموجب مذكرة صادرة عن وزارة التهذيب الوطني بتاريخ 17 أكتوبر 1993.
قدمت إلى عاصمة ولاية أترارزه مع الإرهاصات الأولى لحملة الإنتخابات البلدية (التي ستنظم في مطلع سنة 1994) .
وكان التنافس في عموم البلاد محتدما بين الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي وبعض الأحزاب المعارضة ـ قاطع حزب اتحاد القوى الديمقراطية تلك الإنتخابات ـ فأتاح ذلك الفرصة لأحزاب أخرى لتنافس الحزب الجمهوري مثل الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم).
وأذكر هنا بأني قدمت من ولاية لبراكنه حاملا معي رصيدا لا بأس به من الإنفتاح السياسي على الفاعلين في العمل الميداني بولاية الترارزه .
تترجم ذلك الرصيد توصية من الكاتب الإتحادي للحزب الجمهوري في ولاية لبراكنه السيد كَنْ عبدولْ مام انچاك رحمه الله
حيث تحث هذه الوثيقة (التوصية) القائمين على الحزب الجمهوري في ولاية الترارزه على الإستفادة من تجربتي مع شركائهم في النضال بولاية لبراكنه.
ومع ذلك لم أنخرط في العمل السياسي بداية قدومي على مدينة روصو، باستثناء ماكنت أقوم به من مساعدة في أوقات الفراغ من التدريس للقائمين على الشأن السياسي المحلي(في روصو) وخاصة أخي الأكبر والوجيه الموقر السياسي المخضرم السيد معطل ولد أيوب الذي كان ناشطا في حملة العمدة المغغور له بإذن الله المهندس صو محمد دينا الذي ظل يشغل منصب عمدة بلدية روصو منذ أول انتخابات بلدية سنة 1986.
باستثناء ذلك لم أقم بأي نشاط سياسي يُذكر نظرا لمجموعة من الإعتبارات:
1ـ ليس لدي طموح في تموقع شخصي بالمواقع السياسية الجهوية؛
2- اتصل بي الوالد محمذن ولد الصابر رحمه الله عند ما رشحه الحزب الجمهوري لعمدة بلدية كرمسين فكان من الضروي أن أنزل إلى الميدان السياسي في كرمسين لمساعدته في الحملة.
توجهت إلى مقاطعة كرمسين مع بداية الحملة، وكان الحزب الجمهوري منافَساً من طرف لائحة وحيدة ترشحت باسم الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP الذي حصل على 5 مستشارين من أصل 17 مستشارا.
وعلى العموم كانت الحملة تتسم بالهدوء والمسؤولية.
عدت إلى مدينة روصو بمجرد طي ملف الإنتخابات وبقيت على اتصال بالهيٱت الحزبية على مستوى الولاية عند الضرورة ، خاصة الكاتب الإتحادي للحزب الجمهوري العميد عبدالله السالم ولد أحمدوا الذي كان كثيرا ما يتصل بي وبمدير الثانوية التي أعمل بها الأستاذ الشافعي ولد محمدالمختار، فكنا نساعد السيد الكاتب الإتحادي في تنظيم بعض الأنشطة الحزبية على مستوى عاصمة الولاية.
وكان إحتكاكي بالمسؤولين الحزبيين على مستوى مقاطعة كرمسين مقتصرا على المناسبات السياسية التي يشرف قسم الحزب الجمهوري على تنظيمها إذ لم أشغل أي منصب في الحزب يذكر باستثناء عضوية في مكتب المندوبية المقاطعية لشباب الحزب الجمهوري بمقاطعة كرمسين، وهي صفة على بساطتها كان يعتبرها القائمون على أنشطة الحزب هناك عنوانا من خلاله يتم استدعائي للقيام بمهمات تفوق أحيانا حجم هذه الوظيفة أو الصفة
فمثلا : أُسْنِدتْ لي إدارة الحملة الرئاسية في جانبها الشبابي سنة 2003 والتعبئة للتصويت للمرشح للرئاسة السيد معاويه ولد سيدي أحمد الطايع .
وكنت أوقع المحاضر والتقارير حينئذ بوصفي “المندوب العام المقاطعي للشباب بالنيابة”
وعلى العموم لا أتذكر أنني تخلفت عن أي نشاط من أنشطة الحزب الجمهوري منذ عودتي إلى ولاية الترارزه قادما من ولاية لبراكنه سنة1993 .لقد كنت ناشطا في حملة الإنتساب للحزب على مستوى المقاطعةسنة1995.
بعد ما أخبرني المرحوم العمدة محمذ ولد الصابر بأني عُيِّنتُ في لجنة الدعم، وتلك وظيفة من الوظائف التي تنتهي عادة بنهاية المهمة.
وكخلاصة عامة فإني اكتشفت – ربما متأخرا ـ بأن صبري على العمل السياسي الميداني في الحزب الجمهوري دون البحث عن مكافأة شخصية أو منفعة آنية يعود إلى:
1ــ البيئة الإجتماعية وتأثيرها الديني والتربوي ، حيث يتربى فيها الإنسان على بعض الثوابت الدينية التي تقضي باستحضار النية في أي عمل أو أي خدمة يقدمها للأفراد أو المجموعات محتسِباً الأجر عند الله تبارك وتعالى.
2 ـ طبيعة التأطير والتكوين اللذَيْنِ تلقيتهما في بداية التجربة السياسية الميدانية في النشاط الحزبي وخاصة في مدينة بوگي وذلك من طرف المؤطرين الذين تحدثت عنهم في الحلقة الماضية فلهم مني مجدَّداً جزيل الشكر وكامل التقدير وعظيم الإمتنان إذْ عوَّدوني مبكِّراً جزاهم الله خيرا على الإخلاص في العمل السياسي وفق ما يمليه الواجب الديني والوطني خدمة للمصالح العليا للمجتمع والأمة …… يتواصل