ورقة تعريفية عن العلامة محمدن ولد ابّا
سبتمبر 29, 2022
شخصيات
683 زيارة
ورقة تعريفية عن العلامة محمدن ولد ابّا
هو العلامة المحقق والدراكة المدقق، النوازلي المتبحر، شاعر العلماء وعالم الشعراء: محمدن بن ابّا بن باتي، الأگچي الأبوبكي الإدكفودي البزولي، نسبة إلى محمد (أبي بزول) بن ابراهيم بن شمس الدين بن يحى القلقمي، وأمه جويرية بنت بيدو بن مولود بن الجد بن الطالب المصطف، الأبوبكية الإدكفودية.
ميلاده ونشأته:
ولد في النصف الأخير من القرن التاسع عشر سنة 1293هـ الموافق-1876م بمنطقة أگني بتويفليلت التابعة لولاية إينشيري، حيث كان ذووه إذ ذاك ينتجعون الكلأ في تلك المنطقة وتربى في حضن والدته، بين ربوع “لخشومه”و” برويت” وأخذ القرآن مبكرا عن ميلود أحرش الديماني.
ودرس علومه على محمد (بوفرّه) الحاجي، وأجازه في القراءات السبع.
ثم درس العلوم – وبدت عليه علمات النبوغ – على عدة علماء منهم:
– أبو بكر بن أحمدوبابه التندغي.
– المصطفى ولد أحمد (لفقيه).
– كاشف بن بيبيا الفودي.
– الشيخ أحمدو بنبه.
– الشيخ المستعين بن طلحة الكمليلي، الذي أجازه إجازة مطلقة في سائر العلوم الشرعية والأوراد القادرية، وهذا نصها:
«”بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل فضيلة الإسناد من خصائص أمة خير العباد، وجعل السند للعلم أبا والرواية له منتسبا، وصلى الله وسلم على من كان لنزول الحق وبروز الخلق أصلا وسببا وعلى آله وأصحابه وكل من حاز باتباعه فضائل ورتبا.
هذا وليعلم الواقف على المسطور من أرباب الصدور إني قد آذنت وأجزت الإبن الأبر والمريد الأغر والسيد الناصح والعلامة الراجح، والفهامة الرابح الزكيّ الذكيّ التقي النقي الصالح: محمدن بن ابا بن بَاتِ حفظه الله ورعاه وحمد مسعانا ومسعاه وحبانا وإياه من كل فضيلة وخير، ووقانا وإياه من كل مكروه وضير، في إعطاء الأوراد القادرية، والأحزاب والتوجيهات المحمدية والمختارية، بالشرط المعروف، وعلى السنن المألوف، خلفا عن سلف من صلاح النية والاخلاص في صدقها ومنحها ومنعها، ومن الاستخارة للأفضل والاستشارة ، واختبار جدّ الطالب في صدقه وطلبه، وكونه ممن يصلح لأخذ مطلوبه كلا وبعضا، وأجزته أيضا إجازة مطلقة في سائر العلوم الشرعية الحقية والحقيقية، أصولا وفروعا ومقاصد ووسائل تعلما وتعليما وتفهما وتفهيما وتبيينا على نحو ما آذن لي وأجازني فيها أبو الأنوار والاسرار، شيخنا الشيخ أحمدو بن المختار بالسندِ المتصلِ المسلسل الى أشرف الرسل صلى الله عليه وسلم ومجد وعظم.
وإنما أجزته لما رأيت فيه من لوائح الأهلية للتصدير، والتنقي من العلائق العائقة المنافية للتنوير، ولما تحلى بنه من حلية العلم والصلاح، وفاز به من النجاح والرباح والفلاح، ولما شممت فيه من روائح الخصوصية الممزوجة بالصدق والتسليم لجناب الشيوخة والتعظيم، ورجائي أن يكون ذلك عونا على إشادة معالم الدين وزيادة في عدة حزبه المرشدين والمسترشدين، والله تعالى نسأله أن يكتبه في ديوان خواصهِ، وأن يجلس على منابر قربه ومناصِّهِ، وأن يعينه ولا يُبينه، ويثبت يقينه ويحقق تمكينه، إنه القريب المجيب السميع لدعوة المضطر المنيب.
كتب هذا بأمر من الشيخ المستعين بن طلحة”».
وكان – رحمه الله تعلى – ثاقب الفهم سريع الحفظ والبديهة، له مؤلفات كثر في شتى الفنون تدل على سعة علمه منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. العرش والفرش في ما اختلف فيه حفص وورش
2. المنهاج في سيرة صاحب المعراج
3. نظم في الغزوات
وله فتاوي مختلفة في فنون شتى.
الجانب الأدبي:
كان – رحمه الله تعالى – شاعرا مجيدا باللغتين، العربية والدارجية الحسانية، وهذه نماذج من شعره:
-قصيدة في المديح النبوي الشريف يقول في مطلعها:
أقسمت بالمنزل الجائي بإتبــــــاع
نبينا العــــربي الهادي للاتبــــــــاع
ليوم يدعوا جميـــع العالم الداعي
وطالما وقفـــوا في صفصف القاع
وعن كل نبي عن شــــــــفاعــــتـه
كان الحبيب شفيعا واسـع البــــاع
……. إلخ
– قصيدة في التوسل يقول في مطلعها:
يارب إنك بي أنزلت ماســـاءَا
وفي الكتاب لنا أنزلت أسماءَا
لا كالرباب ولا ليلى ولا دعــد
ولا لميس ولا سلمى وأسمـاءَا
……. إلخ
– قصيدة يتحدث فيها عن خواطره الصوفية يقول في مطلعا:
نجب الفؤاد بداجي ليله الســـاجي
هبت هباب نواجي خائــــــــف راج
عدو النعام إلى جالي الدجى طمعا
بصافن من جياد الفكر غــــــــــوّاج
……. إلخ
توفي – رحمه الله تعالى – سنة 1943م – (1362هـ) عن عمر ناهز 69 سنة، ودفن في مقبرة انچب.
ورثاه ابن عمه العلامة الحبر الفهامة، الأديب اللوذعي الألمعي، شاعر العلماء وعالم الشعراء: عبد الله بن بليلي (بللّا) بن المسلم بن حيبللَّ بن أگجي بقوله:
يتمـت على شيبي بـرزء محمــــــد
وماكنت أحجو الشيب يرزء باليتم
ومـا اليتم إلا شـــدة الرزء لا صبى
يخص ولا رزء بمــــوت أب يحمي
وإنا لمولانا وإنا لرجّـــــــــــــــــــــع
إليه وحـمدا في ابتداء وفي ختــم
وقد أرّخ لوفاته إبن عمه العالم العامل الشاعر الأديب: المصطفى بن أيشّا (بّدّا) بقوله في نظم تاريخ الأعيان:
وعام (بين) موت نجل باتي
محمدٍ ندبِ الندي الأُبـــــــاةِ
من كعبه فى الذكرِ كان ناتي
والعلمِ والأدب والأنــــــــــاةِ
وشعـــره عذب وأحرى الآتي
منه بلهجة أولاء النـــــــــاتِ
وقد شدى الأديب ذو الثباتِ
فيه ارتجازا شاع في الثباتِ:
“إن الفتى محمد ابن بــــاتي
مهــــــــذب خلقه مــــــوّاتي
وذو تأدب وذو أنـــــــــــــاةِ
بدرر من كـــــل فن يـــــاتي
لاسيما في محكم الآيـــــاتِ
فهو آيـــــة من الآيــــــــاتِ”
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته