محمد عبدالله يكتب : رد حاسم على خطاب بيرام الداه اعبيد أمام مقر الإتحاد الأروبي  “تفنيد بالحجة”

من المؤسف أن يتحول نائب في البرلمان يُفترض أن يكون صوتاً للمسؤولية، إلى بوقٍ للتأزيم والتحريض، لا همّ له إلا تسويد صورة الوطن والتشكيك في إنجازاته. هذا ما دأب عليه بيرام الداه اعبيد، الذي جعل من المظلومية المزعومة سلعةً سياسية يتاجر بها، حتى وإن كان الثمن تمزيق النسيج الاجتماعي وتزييف وعي الأجيال.

إن خطابه الأخير ليس سوى إعادة إنتاج لأسطوانة مشروخة، تقوم على المغالطة والافتراء، وتغذيها نزعة عدائية تجاه الدولة والمجتمع. ومن هنا، يصبح من الواجب التصدي لهذه الدعاوى، تفنيداً للحجج وفضحاً للأباطيل.

أولاً: خطاب الكراهية لا يُمثل مظلومية

بيرام يصر على رسم لوحة قاتمة تُصور الموريتانيين وكأنهم شعب يضطهد بعضه بعضاً على أساس اللون أو الانتماء. وهذه دعوى باطلة، يرفضها الواقع الذي يشهد تزايد الانصهار بين المكونات، وسياسات الدولة التي عززت المساواة.

إن تكرار الحديث عن “اضطهاد” ممنهج، في غياب أي دليل واقعي، ليس دفاعاً عن مظلومين، بل هو صناعة كراهية، تُستخدم كورقة ضغط سياسية لا أكثر.

ثانياً: المتاجرة بحقوق الإنسان

لا يكل بيرام عن تقديم نفسه “منقذاً” للشرائح المستضعفة، بينما هو في الحقيقة يتاجر بقضاياها، ويُحوّلها إلى سلّمٍ لتسلق المناصب. أين هي المشاريع التنموية التي قدّمها؟ أين المبادرات العملية التي خففت عن الناس معاناتهم؟

الجواب: لا شيء سوى الخطابات الجوفاء. فمن السهل التباكي على المنابر، لكن الأصعب هو النزول إلى الميدان والعمل الجاد. وهنا يتكشف الفارق بين من يخدم الوطن، ومن يخدم نفسه بشعارات جوفاء.

ثالثاً: الاقتصاد يتقدم رغم الدعاية السوداء

بيرام يزعم أن البلاد في انهيار اقتصادي شامل، بينما الحقائق تفضحه:

استثمارات الغاز التي تضع موريتانيا على خريطة الطاقة العالمية.

توسع مشاريع الطاقة المتجددة التي تجعلها رائدة إقليمياً.

تطوير قطاعي الزراعة والصيد بما يخلق فرص العمل ويحسن حياة الناس.

إن إنكار هذه الحقائق هو جريمة فكرية، ومجرد محاولة لطمس النور وإقناع الناس بأنهم يعيشون في ظلام.

رابعاً: الديمقراطية لا تُختزل في بيرام

من المضحك أن يقدّم بيرام نفسه حارساً للتعددية، بينما خطابه نفسه قائم على نفي الآخر وتجريم المؤسسات. الانتخابات الأخيرة، بشهادة الداخل والخارج، كانت أكثر شفافية من سابقاتها، ومع ذلك يرفض الاعتراف بها لأنه لم يحصل على ما يشتهي. فهل تكون الديمقراطية مقبولة فقط إذا جاءت به إلى الحكم؟

خامساً: بين المعارضة الوطنية والمعارضة الفوضوية

المعارضة في الأنظمة الديمقراطية ضرورة، شرط أن تكون بنّاءة ومسؤولة. أما ما يقدمه بيرام، فهو نموذج للمعارضة الفوضوية التي لا تقترح حلولاً، بل تزرع الشك وتؤجج الأزمات. إن من يستغل قبة البرلمان ليشوه صورة الوطن في الداخل والخارج، لا يستحق لقب “معارض”، بل أقرب إلى كونه معطِّلاً لمؤسسات الدولة.

خلاصة القول

خطاب بيرام الداه اعبيد ليس نقداً موضوعياً، بل مشروع هدم يقوم على التحريض والافتراء. فهو لا يرى في الوطن إلا أرضاً للتجارة السياسية، ولا يرى في المظلومية إلا سلعةً يبيع بها الوهم لجمهورٍ سئم من الشعارات.

موريتانيا لن تتوقف مسيرتها عند حدود هذه الأصوات الناعقة. فالدولة ماضية في البناء، والشعب أوعى من أن ينخدع بدعاوى التخريب. المستقبل يُصنع بالعقول التي تخطّط والسواعد التي تعمل، لا بالألسنة التي تثرثر وتؤجج.

وليعلم بيرام ومن يسير في ركبه أن اليأس لن يكون قدراً لهذا الشعب، وأن خطاباتهم السوداوية لن تُطفئ شمس الأمل في وطنٍ ينهض رغم كيدهم.

عن Elmansour

شاهد أيضاً

صعلكة إقليدس عند حضور الوالي : وجدي حنيني أنيني فكرتي ولهي منهم إليهم عليهم فيهم وبهم

كم حرّك المتعصبون، و المتمصلحون من غبار وأتربة لحجب الرؤية عن أي زائر للمقاطعة خصوصا …