شخصيتنا لهذا الأسبوع هو العلامة لولي ولد اليعقوبي وسنتطرق له في المحاور التالية : مولده و أسرته ، دراسته ورحلته ، ٠جلوسه للتعليم ، أشباخه ، مناظراته ، ذريته ، بيئته و محيطه ، مؤلفاته ، تلامذته و مريديه ، وفاته
1 – مولده وأسرته :
في بيت علم وعز وشرف في العشيرة، وفي يوم مبارك من سنة 1207 ھ / 1793 م، وفي مرابع آكنيتير النضرة، أنجبت فاطمة بنت محمذن (ھانيه) بن عبد الله بن المختار بن بحبين لعبد الله (اليعقوبي) بن أحمد (أبي حامد) ولدا سمياه: محمد لولي، واسطة العقد بين شقيقين ھما: الصديق ت 1265 ھ وسعدي 1289 ھ يقول اشويخ:
يولاد اليعقوب لقطاب
يخيار ازوايت كل اتراب
بيكم متوسل للوھاب
لول والصديق أسعد
فاخرت لا نجبر لعذاب
وافدنيت نجبر سعد
يذ الحال عن زول
يملان زين سعد
يول اليعقوب لول
يول اليعقوب سعد
وشقيقتين ھما: حاجه أم أسرة من أھل أكد العم، وعائشه زوج الشيخ محمد المامي وأم أبنائه: صلاحي، والبخاري، وسيدامين، ومريم، يقول الشيخ محمد المامي:
صلاح فذراع مكتوب
وخوت مكتوبين امعاه
وال مانكر من لكتوب
راه صلاح يكراه
علاقة ما زالت تتوطد على مر السنين، حتى تزوج أتفغ بن محمدن بن سعدي بن اليعقوبي بعايشه بنت محمد سعيد بن آفلواط بن الشيخ محمد المامي، وأنجبت له أحمد ودحمان وبشرى.
2 – دراسته ورحلته :
حفظ القرآن الكريم ودرس اللغة العربية والفقه والأصول في محظرة والده العلامة اليعقوبي ت 1224 ھ وكانت من كبريات المحاظر في المنطقة وتشمل كافة التخصصات، فلما بلغ الغاية في علوم الظاهر تاقت نفسه لعلم الباطن، وكان والده أوصاه وصية عجيبة، وذلك أنه كما أوصى يعقوب بنيه أوصى اليعقوبي بنيه وصية منها العام والخاص ومما يخص محمد لولي: ” أنه إذا خرج يطلب بقرات وبات عند شيخ في خيمة وقراه ذلك الشيخ (ووصف له الشيخ ولباسه والخيمة والقرى ووقته) قال: إذا وقع ذلك فكل قرى الشيخ ولا تسئر، – وكان من عادتهم لزوم الإسئار- وقل له: اليعقوبي يقرئك السلام ويأمرك أن تريني بقراتي” ، وبعد أعوام خرج محمد لولي كما وصف والده وبات في ضيافة الشيخ الفائق ولد منيري الآبيري، تلميذ اليعقوبي ، فنال من عشائه ذاك وضم الشيخ له ما كان يتوق له.
3 – جلوسه للتعليم :
تربع محمد لولي للتدريس بمحظرة الأسرة، وكان أبرز أعلامھا وكلھم علم، وأقبل عليه الطلبة والمريدون من كل مكان وانتفعوا بعلمه وتزكيته، كان يحدثھم يوما عن الدنيا ويسر التدبير لھا، ففتل “تجكريت” فتلا محكما بحيث تصلح حزاما لكتاب وأخذ مقابلها ورقة -مقايضة- وكتب الورقة فوائد وقايضھا بورقات وكرر العملية – وقد كان حسن الخط – وفي نفس الجلسة اشترى من كسب يمينه جذعة نمت بعد ذلك فكانت “التيجكراتن” تلاداً متوارثاً حتى جفاف سبعينات القرن الماضي.
4- أشياخه :
لا يعرف للشيخ بعد والده اليعقوبي شيخ غير الفايق ول منيري وما ذكره الدكتور الباحث: يحيى ولد البراء من تلمذته على الشيخ محمد المامي فغلط منشؤه العلاقة الوثيقة التي قدمنا.
5- مناظراته :
جرت مناظرات بين محمد لولي والقاضي العلامة: محنض بابه بن اعبيد، وبينه وبين لمرابط محمذن فال بن متالي وذلك في نازلة تندغية شهيرة كان طرفاھا ولد اليعقوبي وولد متالي .
وھذه رسالة محنض بابه الموجهة إلى لولي مذيلة برسالة من محمذن فال يقول فيها: “ھذا وإنه لا مخبأ بعد بؤس، ولا عطر بعد عروس، فشمر أيھا الناقض عن ساعد جدك، واكشف عن ساعدك وعضدك ….”
هذا ورغم ما جرى من مساجلات بين الشيخين فلم تزل العلاقة بينهما صافية ولم يعد الأمر أن يكون تبيانا لما يراه كل منهما الحق ، وقد توفي محمد لولي فرثاه لمرابط محمذن فال وحزن عليه.
ومع علمه الزاخر فقد كان أهم أقطاب القادرية التي ينسب أصلها في منطقة الساحل إلى جده الأكبر المختار بن عامر.
وقد كثر مريدوه وتلاميذه ليشمل قبائل بأكملها.
6 – ذريته :
لمحمد لولي من الأبناء اثنان ھما: الشيخ أحمدو ولد لولي (له علاقة خاصة بمؤسسي مدينة كرمسين)، وأمه ميمونه بنت محمذن بن سيدي بن المختار بابه، تولى الخلافة الروحية بعد وفاة عمه سعدي بن اليعقوبي وله تآليف موجودة وأخرى مفقودة، ت 1297 ھ ودفن في ابنينعجي.
والثاني: محمدن (حدن) أمه أم الخير بنت حمادي بن محمتله بن شعبان، ولمحمدن تآليف شاهدة على مستواه العلمي الرفيع، ت 1307 دفين البنيات (الزيره).
وبناته أربع ھن: لمرابطه (اممه) وأمھا شميه بنت أحمل عباس، وھي أم أبناء إدريس بن مادي، ومريم زوج المختار انش اليعقوبي وأم أبنائه، وفاطمة ولبانة تزوجتا في إدميجن،