الرويبضة بين التراث والواقع المعاصر “خلاصة بحثية”
3 ساعات مضت
تدوينات
23 زيارة
يعبر مفهوم الرويبضة في التراث الإسلامي عن تصدُّر غير المؤهّل للشأن العام. وتتيح المقارنة بين المفهوم القديم وتجلياته الحديثة فهمَ ظاهرة صعود شخصيات
بلا كفاءة في السياسة والثقافة.
الرويبضة في التراث :
يرد المصطلح في الحديث الشريف بوصفه “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”. ويعكس اختلال المعايير حين يحِلُّ الكلام بلا علم محلَّ الخبرة. ويتضمن ثلاثة أبعاد:
غياب الأهلية، والجرأة على القول بغير علم، والانزياح الأخلاقي.
الرويبضة السياسية الحديثة :
تشهد السياسة المعاصرة صعود أشخاص بلا خبرة اعتمادًا على :
ــ الإعلام الذي يصنع نجومية سريعة؛
ــ تراجع دور النخب المتخصصة؛
ــ الخطاب الشعبوي الذي يقدّم غير المؤهّل بوصفه “صوت الناس”؛
هذه العوامل تجعل الظاهرة بنيوية لا فردية.
الرويبضة الثقافية :
تظهر في المجال الثقافي عبر صعود صُنَّاع محتوى يفتقرون للعمق لكنهم يمتلكون مهارات التأثير اللحظي. ويسهم في ذلك:
ـ تحوّل الثقافة إلى ترفيه؛
ـ ضعف المعايير النقدية،
ـ اختلاط المتخصص بغيره داخل المنصات الرقمية.
مقارنة مختصرة :
التشابه :
تصدُّر غير المؤهّل وانقلاب المعايير.
الاختلاف :
الرويبضة قديمًا حالة فردية أخلاقية، واليوم ظاهرة تُنتجها منظومات إعلامية ورقمية.
خاتمة :
تكشف دراسة الرويبضة أن المجتمعات التي تضعف فيها معايير الكفاءة تصبح عرضة لهيمنة شخصيات هامشية على القرار والرأي. وتواجه هذه الظاهرة عبر تعزيز دور الخبراء، وإحياء المؤسسات المعرفية، والارتقاء بالوعي النقدي.
الشيخ أحمدسالم ولدأحمدو (مواطن من مقاطعة كرمسين)