حول إغفال بعض المعالم والأسر في الحديث عن مدينة اندَرْ

تابعتُ – عبر موقع يوتيوب – بعض الفعاليات التي تضمّنها مهرجان المذرذره الدولي، وقد استفدتُ كثيرًا من تلك المحاضرات والعروض القيّمة التي قدّمتها ثُلّة من القامات العلمية والأدبية والفكرية المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية المهمة.
ومن بين العروض التي شدَّت انتباهي، عرضٌ مفصّل تناول تاريخ مدينة سينلوي (اندَرْ)، قدّمه الأستاذ الفاضل والإعلامي المتميّز السيد محمدن ولد عبد الله، المدير الناشر لموقع رياح الجنوب.
ولا يخفى أنني أرتبط بعلاقة خاصة بالأستاذ محمدن ولد عبد الله، وهي علاقة أعتزّ بها لما لها من جذور عميقة اجتماعيًا وتاريخيًا وجغرافيًا، كما أنني من المعجبين بما يقدّمه من مواد علمية وتاريخية عبر موقعه رياح الجنوب، الذي يُعنى بتاريخ منطقة الضفة.
وقد كان بيني وبينه تعاونٌ وثيق في هذا المجال، إذ سبق أن رتّبتُ له لقاءات مع بعض المرجعيات العلمية والروحية والاجتماعية من أبناء المنطقة، وتحديدًا من مقاطعة كرمسين.
وسبق لي، في فترة سابقة، أن قدّمتُ له – بأسلوب أخوي وودّي – ملاحظاتٍ حول عدم ذكره، في مجلة ورقية كان يشرف عليها آنذاك، لبعض المعالم الشهيرة في مدينة اندَرْ، ومن أبرزها منزل أسرة أهل الهاشمي الكمليلي العامر، الذي كان – ولا يزال ولله الحمد – مقصدًا لكل قادم إلى هذه المدينة، ومأوىً لعابري السبيل وذوي الحاجات، وهي خصلةٌ وسجيةٌ ورثتها هذه الأسرة كابرًا عن كابر،
لا سيما عن والدها الفاضل، سيد أهل عصره،
الشيخ ولد بيَّ ولد الهاشمي الكمليلي، رحمه الله تعالى وبارك في عقبه.
وقد تفضّل الأستاذ حينها بالإعتذار، جزاه الله خيرًا، وأرسل إليّ نسخةً من تلك المجلة تضمَّنت معلومات عن الأسرة المذكورة، شملت موقع المنزل والحانوت القريب من قنطرة فيدرب، مدعّمةً بصور توضّح تلك المعالم.
غير أنني استغربتُ أن المحاضر لم يتطرّق، في محاضرته ضمن مهرجان المذرذره الدولي، إلى هذه الشخصية المعروفة بوجاهتها وحضورها الاجتماعي والسياسي والتجاري في كلٍّ من السنغال وموريتانيا، وأعني بذلك الوالد الفاضل
الشيخ ولد بيَّ ولد الهاشمي رحمه الله،
الذي لا يساورني شكّ في أن السيد المحاضر يعرف جيدًا مدى صلته القوية وعلاقاته الواسعة بكل أفراد الجالية الموريتانية في عموم السنغال، ولا سيما في مدينة اندَرْ.
كما أنه من المتعذِّر أن يَخفى على كل من مارس التجارة في السنغال، أو عمل موظفًا بالسفارة الموريتانية في داكار، ما كان يحظى به هذا الوجيه المعروف من مكانةٍ رفيعة لدى مختلف مكوّنات المجتمع السنغالي، من مشايخ دينيين، وسلطات إدارية وأمنية وسياسية.
ويجدر التنبيه، في هذا السياق، إلى أن المقصود من هذه الإضافة التوثيقية ليس حصرَ الفضل أو التاريخ في أسرة أو جهة بعينها، وإنما الإسهام في استكمال الصورة العامة لتاريخ مدينة اندَرْ، وإنصاف مختلف الوجهاء والأعيان الموريتانيين الذين استقرُّوا بها منذ القدم، وكان لهم حضورٌ علمي واجتماعي وتجاري مشهود، وأسهموا في بناء نسيجها الديني والثقافي والاقتصادي، وتركوا بصماتٍ لا تزال حاضرة في ذاكرة أهلها.
إن توثيق تاريخ اندَرْ، على هذا النحو، يظل مسؤوليةً جماعيةً تقتضي الشمولَ والإنصافَ، حفاظًا على الأمانة العلمية، وتقديرًا لكل من خدم هذه المدينة وأهلها.

الشيخ أحمد سالم ولد أحمدو
مواطن من مقاطعة كرمسين

عن Elmansour

شاهد أيضاً

الأستاذ آشاه بيي يهنئ رئيس حزب الإنصاف الجديد محمد بلال

إلى سعادة الأخ المهندس السيد محمدولدبلال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد/ يسعدني ويشرفني أن …