ذكريات معلم خريج !!؟ ( ح2 )
سبتمبر 25, 2022
الأخبار, تدوينات
329 زيارة
ما زلنا نتابع حلقات ذكريات معلم خريج التي يكتبها مفتش التعليم بمقاطعة كرمسين محمد باب ولد يحي و نصل اليوم الحلقة الثانية من هذه الحلقات
الحلقة الثانية :
كانت أرضية مطار كيهيدي مبللة وكثيرة المستنقعات بسبب امطار تساقطت قبيل وصولنا ، انسام صباحية منعشة .
استلم صاحبنا متاعه وهو مندهش من قصر مدة الرحلة والتحق برفقائه وترجلوا باتجاه الإدارة الجهوية مسافة كلم تزيد قليلا او تنقص قليلا مع الشارع الرئيس تراءى موقع الولاية كقلعة عسكرية أعدت لمراقبة الحدود ورغم أن الخريج مرهق عقب ليلة لم يذق للنوم فيها طعما ورغم ماينوء به كاهله من امتعته وامتعة زملائه، لم يشغله ذلك عن متابعة عناوين المحلات الشهيرة وسؤال المارة عن مكان الإدارة الجهوية إلى أن حطوا الرحال بها .
كانت بناية من ضمن بنايات قديمة صممت بنفس النمط لعلها مساكن للمستعمر وبها ثلاث مكاتب والباقي موصد .
استقبلنا من قبل السكرتير الخلوق الطيب المرحوم آبو كلو الذي امرنا بترك طلبات للمدارس التي نرغب في التحويل إليها، وكان ذلك بالنسبة لنا بمثابة امتحان مفاجئ في مواضيع لم ندرسها من قبل وقررنا الانتظار لنستشير من سبقونا للعمل في الولاية وكان ان قيض الله لنا جماعة من المعلمين جاءوا من مختلف المقاطعات يستفسرون عن بعض حوائجهم من كشوف الرواتب والتحويلات وغيرذلك؛ فاستبشرنا خيرا وسألناهم عن المدارس الأقرب والأحسن ظروفا لكن للأسف جرت الرياح بما لاتشتهي السفن ، فكان أن أطلقوا العنان لمخيلاتهم في سبك ونسج القصص المخيفة من مثل : أن القرية الفلانية حول إليها فلان، وتوفي بها وأخرى معلمها جن جنونه …
ولئن كانت تلك القصص المخيفة قد فعلت فعلتها في الرفاق فإن صاحبنا لم يعر لذلك أي اهتمام.
اودع صاحبنا طلبه وقد اختار ثلاثا من عواصم المقاطعات: هي كيهيدي ‘ومونكل، ومقامة. سلم الطلب للكاتب، اما رفاقه فقد ارتأوا ان يؤخروا طلباتهم حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
وإذا كانت الإدارة الجهوية النقطة الأولى في أجندة الرفاق الخريجين ،فإن مكان الإقامة لما يتحدد بعد ، فبدأت المشاورات بشأنه ،وانتهت بالتوجه إلى محل لأحد أقارب الزملاء ، وكان مشرفا على المخبزة المركزية بالمدينة .
قضينا خمسة أيام ونحن نتردد على الإدارة إلى أن علقت التحويلات فكان صاحبنا قد حول إلى مقامة، المدرسة٢وحول رفاقه إلى قرى قريبة من كيهيدي كان ذلك يوم 25 سبتمبر 87 ولم يبق إلا نقل الخريجين إلى أماكن عملهم .
كانت هذه الفترة كافية للرفاق ليتعرفوا على جل احياء كيهيدي كوندامة ومدرنه والجديدة وقلنقاره وكتاكه وتلده والكبه وإنيت … إلخ وكانت كافية ليتعرفوا على بعض السكان الطيبين وينسجوا معهم روابط قوية وصلات ودية بعضها مازال قائما إلى اليوم .
وفي انتظار معركة النقل والسفر إلى أماكن العمل في ولاية عديمة الطرق المعبدة يومئذ، وكثيرة الحفر والغمر كانت الساعات تمر طوالا إلا أننا بدانا نتكيف مع الحياة في كيهيدي .
( يتواصل )