كرمسين : إنتقال من الإنصاف إلى الكرامة

اعلنت الناسطة السياسية في مقاطعة كرمسين انديبو عبد الله سين استقالتها التامة من حزب الإنصاف  و إنتقالها إلى حزب الكرامة  و هذا نص بيان الاستقالة : 

كل منا يعيش لحظات خاصة في حياته ، تفرض عليه أن يتحمل مسؤولياته مهما كان الثمن ، وأن يكون على موعد مع التاريخ .
أفعل ذلك اليوم بإدراك تام وقلب حزين على رفاق النضال الاوفياء في مقاطعتي الحبيبة ، افعل ذلك مع كتلتي السياسية الوازنة ، تجاه الحزب السياسي الذي كنا نتمي إليه ، ولكننا الآن وصلنا في علاقتنا به إلى طريق مسدود .
لقد قررت الانسحاب من حزب الإنصاف ، ولكن ليس دون أن أوضح لأبناء مقاطعتي أسباب هذا القرار ، حتى لا أترك الفرصة لبعض أولئك الذين أصبحوا أساتذة في الخداع ولعبة الأقنعة ، ليشرعوا كعادتهم في إشاعة التبريرات الزائفة التي لم تعد تقنع أحدا .
بالنسبة لي ، الثبات في المواقف السياسية والإخلاص للمبادئ الأخلاقية كانت دائما قاعدة للسلوك (مهما تطلب الأمر !) فالقاعدة التي ألتزم بها هي أن أفعل دائمًا ما أعتبره يتماشى مع المصلحة العامة للوطن ومع القيم العليا التي تربيت عليها .
لقد جمدت عضويتي في الحزب ، بعد أن تم إقصائي وأمثالي من المناضلات الجسورات ، من شرف تمثيل الحزب في الترشيحات الأخيرة ، وقد حصل كل ذلك بعد أن ضربت لجنة الحزب -المؤتمنة- عرض الحائط بطموحات وآمال المناضلين في كرمسين ، في تقاريرها التي من المفروض أن تكون موضوعية وشفافة ومنصفة …
لقد تفاجئنا كغيرنا من المناضلات والمناضلين الحزبيين الغيورين على مصلحة البلاد والعباد من جميع تلك الترشيحات ، التي ستفرض جيلا من السياسيين مفكوكي الارتباط بالنضال مثلنا ، وليسوا جميعًا أعضاء حقيقيون في الحزب يعتنقون توجهه الفكري والإيديولوجي عن إيمان واستيعاب تام ، بل على العكس من ذلك ينتمون إلى واقع أصبح الآن أشبه بلعبة أرقام وحسابات لا تتعدى المصالح الضيقة ، لعبة سوق السياسة الصغرى والانتقالات الانتخابية ، التي بموجبها وضع الحزب مصيره السياسي في أيدي صماصرة يقدمون خدماتهم – للأسف الشديد – لأفضل المزايدين من الاثرياء ؟

وهنا اجدني عاجزة عن منح الشرعية لمثل هذا الموعد الانتخابي الغريب ، الذي يفرض واقعا سياسيا مترهلا يسهل اختراقه من اضعف المنافسين محليا ووطنيا ، كما أبان الحزب وفي سابقة خطيرة عن سلوك تنقصه الأخلاقيات ، وقرارات مرتجلة ومتعثرة ينقصها الحزم والعزم في احايين كثيرة .
في الواقع إن الذي هو على المحك الآن ، ليس الغرباء المرشحين من سوق النخاسة السياسية ، بل هو الرسالة السياسية ومصداقية القيادة والثقة التي يلهمها الحزب للمواطنين وللدولة .
وهنا يجب علينا كمناضلين أن نمتلك الشجاعة جميعا للإقرار بأن حزب الإنصاف في السياق الراهن ، في حالة تدهور تام ، تجعل من غير الممكن إصلاحه ، مما يضعه في طريق مسدود ، يدل على ذلك ما آل إليه من أوضاع مخلة ، ومع ذلك، سوف يستمر الكفاح من أجل الأفكار السياسية الكبرى كما سيظل العمل لصالح الإصلاحات الهيكلية لفخامة رئيس الجمهورية متواصلا ، وسنظل أوفياء في دعم فخامته ، وسأخوض هذا الكفاح وهذا العمل داخل هيئة سياسية أحترم فكرها السياسي وقيم فريق إدارتها : حزب الكرامة الذي يصون للمناضلين كرامتهم ويلبي طموحاتهم السياسية .

وقد تعرفت على العديد من الرفاق في هذا الحزب ، وفي مقدمتهم أمينه العام الذي أظهر ارتباطه بالمؤسسات الحزبية ورغبته في إصلاح البلاد .
سيكون كفاحنا المشترك الأول هو مواكبة ودعم برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني .
ومن المؤكد أن توجهنا المبدئي هذا نلتقى فيه مع كل رفاق حزب الكرامة الآخرين الذين وافقوا على الترحيب بي في أسرتهم السياسية الكبيرة ، والذين أعبر لهم عن عميق امتناني .
كما أدعوا جميع الأحرار في مقاطعتنا الحبيبة كرمسين بالالتحاق بالركب من أجل تكريس قيم العدالة الاجتماعية ، وحمل آمال المواطنين ومشاكلهم والعمل على حلها ، ودعم التنمية المحلية والسعي الجاد إلى إسعاد مواطنينا ….
انديبو عبدالله سين
رئيسة تكتل مناضلات حزب الكرامة في كرمسين .

عن Elmansour

شاهد أيضاً

حزب الإنصاف يكلف الدبلوماسي يحي عبدالله بإدارة حملته في كرمسين للمرة الثانية

حصلت “مسين إنفو” على معلومات تفيد بأن حزب الإنصاف الحاكم في البلاد قرر الاحتفاظ بمنسقى …