الأشيب يكتب : ولد أعبيدى الشرعية وميزان القوة

الأزمة التي تحول دون تقبل الزعيم برام الداه أعبيدي  للنظام, لا تتعلق فقط بترخيص حزب سياسي أو رفض مبدإ تحاور بل تتجاوز ذلك إلى جوهرية الشراكة السياسية !! 

“هناك مغالطة متعمدة للراي الوطني حول تلك القضية” يقودها الساسة ومن يبحث عن موطيء قدم, في حلف الفساد وتدوير الفاسدين ، إن أساس الخلاف بين القطبين ، يكمن في طريقة تعاطي النظام مع المعارضة ، كشريك فعلي في العمل السياسي, وفي ٱليات تسيير الدولة وتسيير العمل الإنتخابي ، وفي الهيمنة التي يفرضها النظام على الأشخاص والجماعات والأحزاب . ربما هذا النسق من المواجهة والقرارات ليس معهودا ، في منكب يقف متجمدا دوما امام صولة الإستبداد, لذا فإن اي فعل خارج عن زاويته، يعتبر نشازا وعبء ثقيلا على توجه القطعان, التي تساق خوفا أو طمعا أو عن جهالة بحقوقها .

لقد قدمت الداخلية الموريتانية جملة من الإغراءات «المضمونة» للمحترم ولد اعبيدى, تتعلق بمنحه ترخيصا فوريا لحزب الإصلاح والعمل الشامل «الرك» “لم تكن تلك الإغراءات العليوية لتكلفه غير عقد مؤتمر ، و الإدلاء بتصريح مقتضب يفرج كرب معالي “الداخلية”، غير بعيد من تلك الخطوة عقد رئيس الجمهورية بدعوة منه ، اجتماعا مطولا مع ذلك المحترم ، تم التطرق فيه لمختلف القضايا الشائكة “لقد كان ولد اعبيدي يومها على بعد «إيماء براسه» حول ما يريده النظام من معارضته ، و تنقشع غمامة الأزمة” ، لكنه خرج مثلما دخل بنفس قناعاته حول النظام ، فهل مخرجات تلك المحطات الحاسمة, التي لم يظفر بها أي سياسي في المنتبذ القصي, نتاج «نرجسية_فظة» تسوقها «أزمة وجود» ؟ أم هو الإيمان بالشراكة الحتمية المبنية على الأسس, الدستورية والقانونية والسياسية والأخلقوية ؟ تفرض الإجابة عن تلك التساؤلات ، معرفة ما إذا كان ولد اعبيدى, ينطلق في تلك النرجسيته المزعومة من فراغ شرعي_وشعبي !  بل إنها تتطلب معرفة دقيقة للقيمة المضافة, لوجوده على طاولة حوار مجتزء وتأثير غيابه عنه, إذا ما اصر النظام على تمريره باجندات أحادية ! “إن الميزان الديمقراطي بين الاحزاب موالاة ومعارضة, صريح يتعلق بحجم التأثير والكتلة السياسية” وهي ثنائية تحققت لذلك السياسي, على مدى سنوات من صراعه مع النظام, ورجالاته وأمواله العامة والخاصة…..

لقد افرزت نتائج الإنتخابات الأخيرة, رغم ما شابها من تزوير وتلاعب وابتزاز وتخوف من قوة منافستها معطيات, تؤكد مكانة ولد اعبيدى السياسية والأخلاقية على المستوى الوطني وهي نتائج تتجاوز سطحية القول بنرجسيته بدليل, إلتفاف كل مكونات الشعب من حوله «بيظانا_وكحلانا» أطرا ومثقنون, ساسة واعلاميون وعلماء دين ، بل إنها تفند فرضية دخوله في أي نوع من الأزمات, وهو الذي رفض تلك النتائج ورغم ذلك يتوسع تحالفه, ويجبر النظام على محاورة نفسه بمقاسات لا تخدم مصلحة البلاد ، في حالة مبهرة من القوة ذات المرجعية الشعبية والشرعية, التي تفلس أي حوار وطني لا يكون ولد_اعبيدى جزء منه !!

منقول  من صفحة الأشيب الشيخ المهدي أبنيجارة