من وحي الذكريات…(شهادتي السياسية:من بوگي إلى كرمسين). / الحلقة الأولى

أنا لم أدَّعِ في يوم من الأيام أني كاتب ولا مدون….. فكل ما يصدر عن هذا العبد الفقير من منشورات غير مرتبة ــ في الغالب ــ عبر هذا الفضاء الأزرق هو مجرد خواطر ليس إلا…….. وعند ما يَطَّلِع عليها بعض القراء الكرام يولونها من الإهتمام ــ جزاهم الله خيراــ أكثر مما تستحق.

وفي هذه الحلقة سأسلط الضوء على حقبة كنت شاهدا على بعض أحداثها السياسية.

وبما أنني واكبت معظم الأحداث والتحولات السياسية التي شهدتها بلادي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي فإنني أعتبر نفسي شاهدا على معظم تلك الأحداث السياسية والتحولات الإجتماعية(في حيز جغرافي معين على الأقل).

وساعدني في ذلك قربي من المشهد السياسي الوطني حيث كنت من أوائل المنتمين بل من الشباب المشاركين في تأسيس الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي (أول حزب يحكم في البلد في بداية عهد التعددية)، و واكبت جميع نشاطاته منذ نشأته .

وعلى الرغم من أنني بدأت العمل السياسي داخل هذا الحزب في أصعب الظروف وأشد الأماكن حساسية حينئذ (مدينة بوگي)، حيث أن أول نشاط سياسي مارسته في الحزب الجمهوري كان في ولاية لبراكنه وبالتحديد في مقاطعة بوگي، إلا أن انتمائي لثقافة الضفة المبنية على أسس التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع والترابط الديني والعضوي وغير ذلك من عوامل الوحدة الدينية والتاريخية والجغرافية …. فقد ساعدني ذلك كله على ممارسة العمل السياسي بين مختلف أنواع الطيف السياسي دون كبير عناء ولله الحمد .

لقد شاركت في حملة الإنتساب للحزب الجمهوري وحملة دعم مرشحه للرئاسيات السيد الرئيس معاويه ولد سيد أحمد الطايع أطال الله عمره وحملة المترشحين لنواب الجمعية الوطنية. وكنت مسؤول الإعلام والثقافة طيلة هذه الحملات . وفي هذه الظروف المعقدة شيئا ما فإني قد استفدت من خبرة وتجربة أطر سياسيين كبار جمعتني معهم الساحة السياسية واشتركت معهم في نفس الإتجاه السياسي في ذلك العهد، منهم من ينتمون لولاية لبراكنه وبالتحديد، ومنهم أطر يعملون في قطاعات مختلفة،ورجال أعمال قدموا من خارج الولاية .

بالإضافة إلى شخصيات سياسية أوفدهم الحزب خلال حملاته و أذكر من أطر ولاية لبراكنه الذين استفدت من تجربتهم السياسية السادة:

ــ الأستاذ والنائب همات ولدإنلَّ(سي همات) رحمه الله وهو مدير ثانوية بوگي التي كنت أستاذاً بها حينئذ والذي مثَّل فيما بعد مقاطعة بوگي في الجمعية الوطنية ، إلى جانب الإطار والسياسي بابوكار هارون النائب الثاني عن مقاطعة بوگي

ــ الإداري المعروف والسياسي المخضرم السيد ماسينا مامدو عمدة بوگي رحمه الله ؛

ــ الديبلوماسي المعروف والشخصية السياسية البارزة الأمير بكار ولد أحمدو رحمه الله ،

ــ الإداري و الوجيه المعروف والزعيم التقليدي كَنْ عبدول مامْ انچاك الكاتب الإتحادي للحزب الجمهوري وعمدة بلدية دار البركه ؛

ــ الشخصية السياسية المعروفة السيد سيد ولد يومه نائب مقاطعة ألاگ؛

ــ الإطار المالي والسياسي المعروف أحمدو ولد ابْلال عمدة بلدية ولد بيرم أطال الله عمره

ــ السياسي المخضرم سيدي ولد يومه نائب مقاطعة ألاگ أطال الله عمره؛

ــ المحامي الأستاذ سليمان ولد شيبة المستشار القانوني في الحزب الجمهوري أطال الله عمره؛

كمااستفدت من خبرة وتجربة أطر كبار كانوا يعملون في قطاعات مختلفة بولاية لبراكنه، من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:

من ولاية الترارزة:

ــ الشخصية الإدارية المعروفة السيد القاضي ولد أحمدو أطال الله عمره (الذي كان يشغل ٱنذاك منصب الأمين العام لبلدية بوگي)؛

ــ الإطار السياسي والوجيه المعروف السيد محمد ولد محمدفال أطال الله عمره (مدير مركز تكوين التعاونيات في بوگي)؛

ومن حسن الحظ أن قيادة الحزب الجمهوري اختارت لخوض المنافسة السياسية في ولاية لبراكنه على العموم (ومقاطعة بوگي على الخصوص) مؤطرين متميزين وسياسيين محنكين سواء من الشخصيات التي ذكرتها سابقا أو من الشخصيات التي كان يُوفدها إلينا من حين لآخر المكتب التنفيذي للحزب، فكانوا يسهرون على تكويننا و إرشادنا .

وهنا أترحم على من قضى من أولئك الإخوة الأفاضل الأطر السامين وأرجو من الله طول العمر لمن هم على قيد الحياة. ومن هؤلاء على سبيل المثال :

ــ الإطار الكفء والسياسي المحنك معالي الوزير لمرابط سيد محمود ولد الشيخ أحمد رحمه الله؛

ــ الإطار المالي الكفء والسياسي المعروف السيناتور چنگ بوبو فاربا رحمه الله؛

ــ الإطار والخبير الإقتصادي معالي الوزير عبدالرحمن ولد حم فزاز أطال الله عمره.

فإلى هؤلاء جميعا يعود الفضل بعد الله تبارك وتعالى إلى ما تلقيناه من تكوين سياسي وترسيخ لمفهوم الدولة والوحدة الوطنية وفق الرؤية السياسية للحزب ، والتعامل مع الساحة السياسية ـ التي كانت تمتاز بالتوتر و الغليان ٱنذاك ـ بالكثير من الحكمة والعقلانية حفاظا على المصلحة العليا للمجتمع الموريتاني المسلم و المسالم.

وقد عكست المنهجية السياسية المتبعة حينها ماحصل عليه الحزب من نتائج باهرة في منطقة كانت تحسب على المعارضة.

وفي الختام أشكر هؤلاء على ما قدموه لي من تأطير وإرشاد وتوجيه ،راجيا من الله الرحمة والمغفرة لمن قضوا وطول العمر لمن بقوا.

والله يعصمنا من الزلل ويوفقنا في القول والعمل. وصلى الله على نبيه الكريم وسلم.

الشيخ أحمد سالم ولد أحمدو الملقب ٱشاه (مواطن من مقاطعة كرمسين)

عن Elmansour

شاهد أيضاً

كرمسين حراك سياسي قبل الأوان وطموح رغم الإكراهات .

ما إن أعلن عن تسمية منسق الحوار المزمع أنعقاده بين الأطراف السياسية وأحتمالية حل البرلمان …