ومضات من حياة النائب علي ممود بقلم الكاتب الصحفي محمدن كنون

وَهَلْ يَخْفى..!

شابٌ وفقيه..، إمام وخطيب، ولد في مقاطعة كرمسين مطلع ثمانينيات القرن الماضي، تربى في بيت علم وفضل واستقامة، لُقِّن -وهو في بداياته الأولى- بكتاب الله العزيز حفظا وفهما، ودراسة ودراية..، نهل من معين العلم الشرعِيِّ الزُّلَالْ، على يد مشايخ عدة، وعبر محاظر عديدة، خلال مسيرته العلمية الثرية، حتى ارتوت أورِدَتُه، وتَشَبَّعتْ عُروقُه من الفهمِ الصحيحِ لمختلف العلوم الشرعية، المستوحى من مُحكَمِ آَيِ الذِّكْرِ الحَكيم، وصحيحِ الهَدْيِ النبوي القَويمْ، وإجماع أَئِمّةِ وعلماء الأمة الهادين المَهْدِيِّينْ، وانْصَاعَتْ جوارِحُه لأمرِ ونَهْيِ الشّرعِ المُبينْ، فَتَشَكّلتْ معالمَ شخصِيّتِهِ من هذا البعدِ الشرعيِّ القَويمْ، والأساسِ السَّوِيِّ الصحيح المَتينْ، فكان له بين العالمين القبولَ، وله فيهم التمكينْ، فتبارك الله أحسن الخالقين.

وبعدَ استكمالِه لمسارهِ العلمي الزَّاخِرْ، بَدَأَ -امتثالا للْأمْرِ الشَّرعِيِّ، واستئناسا بالهدْي النبوي- بالعمل ونبذ الكَسَل، فاختار التجارة والتنمية والزراعة طريقا لذلك، لما فيهما من طِيبٍ وبركةٍ وطهارة، في منعرج جديد من مساره الحياتي، عنوانه العمل والبذل والعطاء، لصالح العباد والبلاد، فكان له ما أراد..، حيث بزغ نجمُه ساطعا في ميدان المال والأعمال، وأصبحت علامته التجارية رمزا للصدق والمصداقية، والاستقامة والوفاء، في كل الأسواق، لكنه لم يُؤْثِر الدنيا، بلْ آثَرَ الآخرةَ، فهي خيرٌ وأبْقى، فسَلَكَ بمالِه مسَالِكَ الخير، وسُبُلَ الخيرات، وسَلّطَهُ على هَلَكَتِهِ في الحق، فكان له ما في ذلك من وعدٍ شرعي بتربيةِ المال وتزْكيتِه، ولَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ..

ولأن خَلْفيتَه الشرعية ظلت حاضرةً وبقُوة في كلِّ تفاصيلِه الحياتية، أصبح يخطو بخطًى واثقة، وَوِفْقَ رؤى واضحة، تنطلق من ترتيب الأولويات من منطلق شرعي وضّاء، ولأن الدولة مفهوم إسلامي أصيل، ولا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم، أخذ على عاتقه توسيع نطاق تدخلاته، مساهمة منه في بناء الدولة، وتوطيدا لدعائِمَها، فَقرّرَ المشاركة في الحياة السياسيّة، والعملية الديمقراطية وجعل من الولاء لولي الأمر، رئيس الجمهورية، محمد والشيخ الغزواني سبيلا لذلك، ومن حزب الإنصاف بوابةً رئيسيةً وجسرًا منيعا لعبور آمنٍ، نحو مشاركة سياسية فعالة، خدمة للدولة، وتَرْسِيخا لمفهومها، وتطويرا لتِرْسَانتِها القانونية على أسُس محجة بيضاء..، فكُتِبَ له الإنصافُ من الإنصاف، -ولا غرو-، حيث جعله من المنصَفين، ورشّحه نائبا لمقاطعة كرمسين، -تلك المقاطعة الواعدة إقليما ودوليا-، وبذلك يكون قد حَجَزَ مكانا مرموقا في المشهد السياسي، وأصبح رقما صعبا في المُعَادَلَة السياسيّة محليا ووطنيا -في وقت قياسي-، وما انتصاراتِه السياسيّة الأخيرة على أحلاف سيطرت لعقود إلا دليلا على ذلك، وتجليا من تجلياته..

وبفضل تربيته، ودماثة خلُقِه، وسكينتِه ووقاره، وعلوِّ كعبه في الفضل والاستقامة استطاع -وفي وقت وجيز- أن يكون مرجِعا، ومحل إجماعٍ سياسي منقطع النظير لكل الفرَقاء السياسيين، ومن مختلف المشارب والجبَهات، وأن يُرسِي أُسُسًا جديدة لتعاطٍ سياسيٍ نزيه، قوامُه الصدقُ والنبلُ والمسؤولية، يكون أكثر تأثيرا ومصداقية وإقناعا للناخب الذي لم يعد ذاك الناخب التقليدي المُوجَه، بل أضحى ناخبا معاصرا ينتخب من منطلق القناعة والمسؤولية، بعيدا عن أي ترغيب ولا ترهيب ولا تأثير..

وهو ما تجلى بكل صدق وجلاء يوم 13مايو2023 بانتخاب الناخب المسيني للمرشح الدَّيِّين، القويّ الأمين، صاحب الفكرِ الرصين والخلُقِ الحسين..؟

محمدن أبو المعالي..

عن Elmansour

شاهد أيضاً

ولد خيرها : إنصاف المسينيين في حيزهم الزراعي واجب وطني

يتجدد التذكير بحاجة منح ساكنة مقاطعة كرمسين قطع صالحة للزراعة في أكبر قناة للري في …